العلاقات القطرية-الهندية


تشهد العلاقات القطرية الهندية تنامياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة خاصة بعد الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى "حفظه الله"  إلى جمهورية الهند خلال الفترة من 24-25 مارس عام 2015م، والتي أعطت دفعة قوية لمجالات التعاون وتضمّنت مباحثات مثمرة أعقبها التوقيع على عددٍ من الاتفاقيات بين البلدين.


العلاقات السياسية

قام معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر بزيارة رسمية إلى جمهورية الهند في الفترة من 2-3 ديسمبر 2016م، التقى خلالها مع فخامة الرئيس الهندي براناب موخرجي ورئيس وزراء جمهورية الهند دولة/ ناريندرا مودي والمسؤولين الآخرين الهنود،  وأدت هذه الزيارة إلى تعزيز الشراكة بين البلدين الصديقين، وقد قام الجانبان بتوقيع خمس إتفاقيات/ مذكرات تفاهم بين البلدين خلال هذه الزيارة، كما اتفق الطرفان خلالها على تشكيل لجنة استراتيجية عليا للتنسيق ومتابعة أوجه التعاون بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى وضع آلية مناسبة لتسريع إجراءات منح تأشيرات رجال الأعمال وتأشيرات السياحة لمواطني البلدين. وقد أكّد معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني خلال زيارته لجمهورية الهند، أن القواسم المشتركة بين قطر والهند تمثل أرضية صلبة لتطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والرُقي بهما إلى مجالات أرحب.

وتؤكد الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى رغبة البلدين في تعزيز أواصر التعاون والانتقال بها إلى الشراكة الاستراتيجية.

قام دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة رسمية إلى دولة قطر خلال الفترة من 4-5 يونيو 2016م، اجتمع خلالها مع سمو الشيخ/ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله" ومعالي الشيخ/ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالدولة، واعتبرت هذه الزيارة هامة نظرا للعلاقات الوطيدة والوثيقة بين البلدين الصديقين.

قام حضـرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمـد آل ثاني ، أمير البلاد المفدى "حفظه الله" لجمهورية الهند خلال الفترة من 24-25 مارس 2015م، وأعطت هذه الزيارة دفعـة قويـة للعلاقـات بين دولـة قطـر وجمهوريـة الهند وإرساء مرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين.

كانت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" إلى جمهورية الهند أول زيارة من قبل رئيس دولة عربية منذ ان جاءت الحكومة الجديدة إلى سدة الحكم عام 2014م. وساهمت الزيارة في تعزيز الروابط الاستراتجية بين دولة قطر و جمهورية الهند إذ أن كلا البلدين وقعا اتفاقية بشأن تبادل الاستخبارات المالية وذلك لرصد عملية غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وفي بيان مشترك صدر إثر المحادثات بين حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدّى "حفظه الله" ورئيس الوزراء الهندي، أدان كلا الجانبين الإرهاب في كافة أشكالها وظواهرها واتفقا -في الوقت بذاته- على تعزيز أواصر التعاون في مكافحة التهديدات الناجمة عن الإرهاب. وفي خطوة لتمتين العلاقات بينهما وقعت كل من دولة قطر و جمهورية الهند عدد (6) اتفاقيات في عدة مجالات أهمها تكنولوجيا التواصلات والمعلومات والأرصاد الجوية.

وكانت زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله) لجمهورية الهند ذات أهمية بالغة من حيث أمن الطاقة حيث أن دولة قطر تعتبر أكبر مصدر الغاز الطبيعي المسال لجمهورية الهند وأول دولة خليجية تتمتع بعقد توريد الطاقة على المدى الطويل لجمهورية الهند.

قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني"حفظه الله" بثلاث زيارات رسمية إلى جمهورية الهند في كل من عام 1999م و 2005م و2012م، وأسهمت هذه الزيارات في إعطاء دفعة قوية في العلاقات بين البلدين، حيث تم خلالها مناقشة جملة من القضايا التي تضمنت شتى المجالات مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية والدفاع واستكشاف الفرص الاستثمارية المتوافرة في كلا البلدين.

قام دولة رئيس الوزراء الهندي السابق د. مانموهان سينغ بزيارة دولة قطر خلال الفترة من 9-10 نوفمبر 2008م، التقى خلالها بحضرة صاحب السمو        الشيخ/ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد "حفظه الله"، حيث أشاد سموه بالعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة قطر وجمهورية الهند بصفة خاصة ودول الخليج العربية بصفة عامة.

هذا بجانب عدد كبير من الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين من كلا الجانبين بمن فيهم الوزراء والمدراء وغيرهم.

 

العلاقات الاقتصادية

حجم التبادل التجاري بين البلدين

يشهد ميزان التبادل التجاري بين البلدين نمواً مطرداً، وقد وصل إلى ما يقارب 10 مليار دولار خلال السنة المالية 2015-2016م، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا في حجم التبادل التجاري بين البلدين، وذلك بسبب انخفاض أسعار الغاز والنفط في السوق العالمي.

تعد جمهورية الهند رابع أكبر وجهة لدولة قطر بعد اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة فيما يتعلق بالصادرات وتشمل الصادرات القطرية لجمهورية الهند الغاز الطبيعي المسال والطاقة والنفط والأسمدة والإيثيلين، والبروبايلين، والأمونيا، واليوريا،  والبولوثيلين وغير ذلك، بينما تشمل الواردات الهندية لدولة قطر الآلات الكهربائية، ومعدّات النقل، والحديد والصلب، والأحجار الكريمة، والمطاط، والبلاستيك والإكسسوارات، والمنتجات النسيجية، والأقمشة، ومستحضرات التجميل، والملابس القطنية، والآلات، والأجهزة، وصناعة المعادن، واللحوم، والأدوية بالإضافة إلى المواد الخام والمعادن الأخرى.

وقد شهدت العلاقات الهندية القطرية تطوراً ملحوظاً في المجال المصرفي خلال الفترة الأخيرة حيث قام بنك قطر الوطني بإنشاء مكتب له في الهند بالإضافة إلى إنشاء فرع واسع النطاق لبنك الدوحة في مومباي.

يعتبر التعاون التجاري والاقتصادي والاستثمارات المتبادلة من أهم ركائز العلاقات التجارية والاقتصادية بين دولة قطروجمهورية  الهند يضاف إلى ذلك تحويلات المغتربين الهنود المقيمين بالدولة والذين قدرت بعض المصادر الهندية مجمل تحويلاتهم السنوية بحوالي 750 مليون دولار أمريكي.

ونظراً للتطور الاقتصادي والتنموي الملحوظ الذي تشهده وتحققه الهند منذ سنوات تزداد حاجة البلاد إلى المزيد من مصادر الطاقـــة، وقد درجت الهند خلال الخمس سنوات الماضية على اعتمــاد سياسة تعرف بأمن الطاقـــة تعمل من خلالها على الاعتماد على الدول التي تتمتع باستقرار سياسي واجتماعي لتوفير مصادر الطاقة،  وتضع الهند دولة قطر على رأس الدول العربية للاعتماد عليها مستقبلاً في توفير الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة الأخرى. هذا بدوره سيعزز من توجهات القيادة الهندية للحصول على المزيد من الغاز القطري وذلك للأسباب التي أشرنا إليها أعلاه.

أبدت الجهات المختصة في دولة قطر بما فيها جهاز قطر للإستثمار (Qatar Investment Authority) رغبتها  للإستثمار في مشاريع البنية التحتية في الهند بما فيها الطرق والطرق السريعة والممرات الإقتصادية والمطارات والمواني والسياحة والفنادق بالإضافة إلى المشاريع المتعلقة بالنفط والغاز والأسمدة.

في المقابل تتطلع الهند وبشكل جاد للاستثمار المباشر في مجال صناعة  وإنتاج الغاز الطبيعي المسال والصناعات الكيماوية المرتبطة به لاسيما صناعة الأسمدة واليوريا والبتروكيماويات، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية المرتبطة بصناعة الغاز الطبيعي وعمليات التنقيب عن النفط والمعادن والكهرباء.

هناك اهتمام متزايد بشكل كبير من قبل الشركات الهندية في الإسهام بعمليات البناء والبُنى التحتية والاتصالات وتقنية المعلومات والطاقة والمجالات الأخرى.

 

التعاون في مجال الطاقة

تعد دولة قطر أكبر مزود للهند بالغاز الطبيعي المسال، وتستورد الهند نحو 70% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من دولة قطر، بموجب اتفاقٍ وقعه الجانبان عام 1999 لبيع وشراء الغاز الطبيعي المسال بكمية قدرها 7.5 مليون طن سنوياً ولمدّة 25 عاماً، ثمّ اتفق الجانبان في شهر ديسمبر عام 2015م على أن تزوّد دولة  قطر الهند بكمية إضافية من الغاز الطبيعي المسال تبلغ مليون طن سنوياً.

 

الجالية الهندية

تعد الجالية الهندية هي الأكبر في قطر ويبلغ عددها حوالي 700 ألف نسمة، ويساهمون في مختلف القطاعات وأبرزها المشروعات المرتبطة باستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، وتعتبر الجالية الهندية عاملا مهماً وركيزة أساسية فى تعزيز واستمرارية العلاقات القوية بين البلدين.